کد مطلب:90559 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:128

کلام له علیه السلام (009)-عند تلاوته: یسَبِّح له فیها بالغدو















.

إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی جَعَلَ الذِّكْرَ جِلاَءً لِلْقُلُوبِ، تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَةِ، وَ تُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَةِ، وَ تَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ.

[صفحه 544]

وَ مَا بَرِحَ للَّهِ، عَزَّتْ آلاَؤُهُ، فِی الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ، وَ فی أَزْمَانِ الْفَتَرَاتِ، عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فی فِكْرِهِمْ،

وَ كَلَّمَهُمْ فی ذَاتِ عُقُولِهِمْ، فَاسْتَصْبَحُوا بِنُورِ یَقْظَةٍ[2] فِی الأَبْصَارِ وَ الأَسْمَاعِ وَ الأَفْئِدَةِ.

یُذَكِّرُونَ بِأَیَّامِ اللَّهِ، وَ یُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ، بِمَنْزِلَةِ الأَدِلَّةِ فِی الْفَلَوَاتِ.

مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ حَمِدُوا إِلَیْهِ طَریقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ، وَ مَنْ أَخَذَ یَمیناً وَ شِمَالاً ذَمُّوا إِلَیْهِ الطَّریقَ وَ حَذَّرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ. وَ كَانُوا كَذَلِكَ مَصَابیحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ، وَ أَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ.

وَ إِنَّ لِلذِّكْرِ لأَهْلاً أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْیَا بَدَلاً، فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَیْعٌ عَنْهُ، یَقْطَعُونَ بِهِ أَیَّامَ الْحَیَاةِ، وَ یَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فی أَسْمَاعِ الْغَافِلینَ، وَ یَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ وَ یَأْتَمِرُونَ بِهِ،

وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ.

فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْیَا إِلَی الآخِرَةِ وَ هُمْ فیهَا، فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ، وَ كَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُیُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ فی طُولِ الاِقَامَةِ فیهِ، وَ حَقَّقَتِ الْقِیَامَةُ عَلَیْهِمْ عِدَاتِهَا، فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لأَهْلِ الدُّنْیَا،

حَتَّی كَأَنَّهُمْ یَرَوْنَ مَا لاَ یَرَی النَّاسُ، وَ یَسْمَعُونَ مَا لاَ یَسْمَعُونَ.

فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فی مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ، وَ مَجَالِسِهِمُ الْمَشْهُودَةِ، وَ قَدْ نَشَرُوا دَوَاوینَ أَعْمَالِهِمْ، وَ فَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ، عَلی كُلِّ صَغیرَةٍ وَ كَبیرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا، أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فیهَا، وَ حَمَّلُوا ثِقْلَ أَوْزَارِهِمْ ظُهُورَهُمْ، فَضَعُفُوا عَنِ الاِسْتِقْلاَلِ بِهَا، فَنَشَجُوا نَشیبجاً.

وَ تَجَاوَبُوا[3] نَحیباً، یَعِجُّونَ إِلی رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَ اعْتِرَافٍ عَجیجاً، لَرَأَیْتَ أَعْلاَمَ هُدیً،

وَ مَصَابیحَ دُجَیً.

قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَ تَنَزَّلَتْ عَلَیْهِمْ السَّكینَةُ، وَ فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَ أُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ، فی مَقْعَدٍ[4] اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ فیهِ فَرَضِیَ سَعْیَهُمْ، وَ حَمِدَ مَقَامَهُمْ، یَتَنَسَّمُونَ بِدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ، رَهَائِنُ فَاقَةٍ إِلی فَضْلِهِ، وَ أُسَاری ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ.

جَرَحَ طُولُ الأَسی قُلُوبَهُمْ، وَ طُولُ الْبُكَاءِ عُیُونَهُمْ.

لِكُلِّ بَابِ رَغْبَةٍ إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ یَدٌ قَارِعَةٌ، یَسْأَلُونَ مَنْ لاَ تَضیقُ لَدَیْهِ الْمَنَادِحُ، وَ لاَ یَخیبُ عَلَیْهِ الرَّاغِبُونَ.

[صفحه 545]

فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ غَیْرَهَا مِنَ الأَنْفُسِ لَهَا حَسیبٌ[5] غَیْرُكَ.


صفحه 544، 545.








    1. النور، 36.
    2. بنور اللّه یقظة. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 359.
    3. تحاوبوا. ورد فی نسخة الجیلانی. و نسخة العطاردی ص 261 عن شرح الكیذری.
    4. مقام. ورد فی نسخة العام 400 ص 311. و نسخة ابن المؤدب ص 218. و نسخة نصیری ص 144. و نسخة الآملی ص 194. و نسخة الأسترابادی ص 361 و نسخة عبده ص 490. و نسخة العطاردی ص 261.
    5. محاسب. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 361. و نسخة الجیلانی الموجودة فی مكتبة الإمام الرضا فی مدینة مشهد.